مجالات العمل

التنوّعُ البيولوجي (Biodiversity) يُشيرُ إلى التنوّعِ القائمِ بين جميعِ الكائناتِ الحيّة.

من المرجّحِ أنَّ عددَ الأنواعِ على كوكبِ الأرض يتراوحُ بين 10 ملايين نوع، تمَّ توصيفُ حوالي 1.4 مليون نوعٍ منها فقط توصيفًا علميًّا.

تُعَدُّ المناطقُ الاستوائيّةُ أغنى مناطقِ العالمِ في التنوّعِ البيولوجي، بينما تقلُّ ثروةُ الأنواع تدريجيًّا كلّما اتجهنا نحو القطبين الشمالي والجنوبي.

يمتلكُ التنوّعُ البيولوجيُّ فوائدَ عديدة؛ فالكائناتُ البريّةُ وتنوّعها الجينيُّ تُسهمُ بشكلٍ كبيرٍ في تطويرِ الزراعةِ والطبِّ والصناعة.

كما تُشكِّلُ العديدُ من الأنواعِ أساسًا لتلبيةِ الاحتياجاتِ البشريّةِ الأساسيّة للمجتمعاتِ المحليّةِ في الدولِ النامية، ويدعمُ التنوّعُ البيولوجيُّ السياحةَ البيئيّة، ولهُ قيمٌ أخلاقيّةٌ وثقافيّةٌ عظيمة.

لكنَّ التنوّعَ البيولوجيَّ يتناقصُ عالميًّا بمعدّلٍ مقلق.
ففي الوقتِ الحاضر، هناك حوالي 4000 نوعٍ مهدّدٍ بالانقراض، و3600 نوعٍ ضعيفٍ، و7200 نوعٍ نادرٍ يحتاجُ إلى الحماية.

تعودُ أسبابُ فقدانِ الأنواعِ إلى أربعةِ عواملَ رئيسيّة:

فقدانُ المواطنِ الطبيعيّةِ أو تغييرُها.

الاستغلالُ المفرطُ لبعضِ الأنواع.

تلوّثُ الغلافِ الحيويّ.

إدخالُ أنواعٍ غريبةٍ قد تُهدّدُ الأنواعَ الأصليّةَ بالمنافسةِ أو الافتراسِ أو بتغييرِ المواطنِ الطبيعيّة.

وتمّ وضعُ أربعةِ أساليبَ رئيسيّةٍ للحفاظِ على التنوّعِ البيولوجي عالميًّا، وهي:

حمايةُ المواطنِ الطبيعيّةِ للأنواع.

الحدُّ من الاستغلالِ المفرط.

إنشاءُ بنوكٍ للأنواعِ والجيناتِ للحفاظِ على الأنواعِ المهدّدة.

الحدُّ من تلوّثِ الغلافِ الحيويّ.

وقد أُبرِمت العديدُ من الاتفاقيّاتِ الإقليميّةِ والدوليّةِ لتطبيقِ هذه الأساليب، وأهمُّها اتفاقيّةُ التنوّعِ البيولوجيّ التي وُقّعت في قمّةِ الأرض عام 1992.

تُعتَبرُ مصرُ فقيرةً نسبيًّا في التنوّعِ البيولوجي مقارنةً بالدولِ الاستوائيّة، لكنّها تمتلكُ مجموعةً واسعةً من الكائناتِ في الصحراءِ المُهدَّدةِ بالانقراض.

كما توجدُ عدّةُ أنواعٍ من الطيورِ المهاجرة التي تتكاثرُ وتلجأُ موسميًّا إلى بحيراتِ شمالِ دلتا النيل وسيناء، بالإضافة إلى أنواعٍ بحريّةٍ في البحر الأحمر والبحر المتوسط مهدّدةٍ بفعلِ الأنشطةِ البشريّة.

تتحكّمُ الظروفُ الجغرافيّةُ والمناخيّةُ في توزيعِ التنوّعِ البيولوجيّ في مصر؛
فحيواناتُ الصحراءِ الشرقيّة تشبهُ في شمالها حيواناتَ سيناء، وفي جنوبها تمتازُ بطابعٍ استوائي،
أما الصحراءُ الغربيّة فهي ذاتُ طابعٍ متوسّطيّ في شمالها، وسحراويّ في جنوبها.

وقد أولت الاستراتيجيّةُ الوطنيّةُ للمحافظةِ على الطبيعةِ في مصر اهتمامًا كبيرًا بالحفاظِ على التنوّعِ البيولوجيّ،
فصدرت عدّةُ قوانين لحمايةِ الحيواناتِ والنباتاتِ والطيور، أهمّها القانون رقم 4 لسنة 1994 (قانون البيئة) والقانون رقم 102 لسنة 1983 الخاصّ بالمحميّات الطبيعيّة.

وبنهايةِ عام 2000، تمَّ إنشاء 21 محميّةً طبيعيّة تغطّي حوالي 8% من مساحةِ مصر،
مقسّمة إلى:

11 موقعًا للمحميّاتِ الرطبة،

7 مواقعَ صحراويّةٍ وجبليّة،

و3 مواقعَ جيولوجيّةٍ وجيومورفولوجيّة.

كما نُفِّذت مشاريعُ متعدّدةٌ للحفاظِ على التنوّعِ البيولوجيّ، أهمّها:

مشروعُ حمايةِ المناطقِ الساحليّةِ والرطبةِ في حوضِ البحرِ المتوسط (MedWetCoast).

مشروعُ النباتاتِ الطبيّة.

مشروعُ الحفاظِ على التنوّعِ في البحرِ الأحمر.

وتتولّى الوحدةُ الوطنيّةُ لحمايةِ التنوّعِ البيولوجيّ التابعةُ لجهازِ شؤونِ البيئة تنفيذَ الخطةِ الوطنيّةِ لحمايةِ التنوّعِ البيولوجيّ، من خلال أنشطةٍ تشمل:

إنشاءَ شبكةِ محميّاتٍ طبيعيّة.

إنشاءَ متحفٍ مصريٍّ للتاريخِ الطبيعيّ.

إنشاءَ بنكٍ وطنيٍّ للجينات.

مركزٍ لتكاثرِ الأنواعِ المهدّدة.

شبكةِ معلوماتٍ للتنوّعِ البيولوجيّ.

بناءَ القدراتِ في إدارةِ المحميّات.

نشرَ الوعيِ البيئيّ بأهميّةِ حمايةِ الأنواعِ المختلفة.