بدعم من «المنح الصغيرة».. مبادرات مجتمعية للحد من تدهور الأراضي وتعزيز الأمن الغذائي
مشروعات مبتكرة في شمال الدلتا وجنوب الصعيد لتمكين المرأة ونشر ممارسات الزراعة المستدامة
في ظل التحديات البيئية المتفاقمة التي يشهدها العالم نتيجة تغير المناخ، بات من الضروري تبني سياسات وممارسات مستدامة في قطاع الزراعة، لاسيما في البلدان النامية، التي تعاني من هشاشة النظم البيئية، وندرة الموارد، ومن هنا، يلعب برنامج المنح الصغيرة، التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP)، دوراً محورياً في دعم المبادرات المجتمعية، التي تسعى إلى الحد من تدهور الأراضي، وتعزيز الأمن الغذائي، عبر تمويل مشاريع مبتكرة تُدار محلياً، وتُنفذ بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني.
المدارس الحقلية.. تمكين المزارعين لمواجهة تغير المناخ
في محافظة البحيرة، وتحديداً بمركزي كفر الدوار وأبو حمص، أسهم مشروع التكيف مع التغيرات المناخية وحماية الرقعة الزراعية في تحويل المزارعين إلى خبراء ميدانيين، من خلال «المدارس الحقلية»، التي تنفذها الجمعية المصرية لتنمية المجتمع المحلي، وتستهدف مجموعة من المحاصيل الرئيسية، مثل القمح والأرز والطماطم، لتعزيز قدرة المزارعين على اتخاذ قرارات زراعية مبنية على معرفة علمية، مما يدعم الإنتاجية، ويُسهم في الحفاظ على التربة، واستكمالًا للنهج التوعوي، نظم المشروع ندوة للتعريف بمخاطر حرق المخلفات الزراعية، والترويج لتحويلها إلى موارد مفيدة، مثل «الكمبوست والسيلاج»، وأكدت الندوة على أهمية دور الإعلام البيئي في تغيير السلوكيات الزراعية السلبية.
«أزولا مصر».. تمكين نسائي وريادة بيئية خضراء
وفي محافظة البحيرة أيضاً، قدم مشروع «أزولا.. ذهب مصر الأخضر» نموذجاً لتمكين المرأة الريفية اقتصادياً وبيئياً، من خلال تدريب متخصص على تسويق منتجات «الأزولا» في قرى مركز كفر الدوار، حيث تعلمت السيدات كيفية إنتاج أعلاف خضراء صديقة للبيئة، وتسويق منتجات الدواجن المغذاة على «الأزولا»، حيث يسهم المشروع، الذي تقوم بتنفيذه جمعية الخدمات المتكاملة بكفر الدوار، في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على الأعلاف الصناعية، كما يدعم دخول المرأة في الاقتصاد الأخضر.
في الأقصر.. حوار مجتمعي من أجل الاستدامة
وفي مركز أرمنت، بمحافظة الأقصر، وضمن مشروع «معاً من أجل بناء مجتمعات زراعية مستدامة»، نفذت جمعية رواد المستقبل للتنمية الاقتصادية، بالتعاون مع جمعية النور للتنمية المجتمعية، نشاطاً توعوياً لنشر الزراعة المستدامة، باستخدام قصب الشتلات، ركزت اللقاءات الحوارية على إشراك السيدات والفتيات والمزارعين الشباب في فهم مزايا الشتلات، من حيث ترشيد استخدام المياه وزيادة الإنتاج، حيث تسهم هذه اللقاءات المجتمعية في تعزيز بناء المعرفة الزراعية المستدامة، ودعم مفهوم «الزراعة بالحوار»، ما يُعد خطوة أساسية نحو تحقيق أمن غذائي متكامل ومستدام.
العضايمة.. القمح العضوي في مواجهة تغير المناخ
وفي الأقصر أيضاً، وتحديداً في قرية «العضايمة»، التابعة لمركز إسنا، قدم مشروع «تطبيقات الزراعة المتجددة لمواجهة آثار التغيرات المناخية»، الذي تقوم بتنفيذه الجمعية القبطية للرعاية الاجتماعية، نموذجاً علمياً ومجتمعياً ناجحاً لمواجهة آثار التغير المناخي، من خلال زراعة القمح بأصناف محسنة، تقاوم الأمراض، وتوفر إنتاجية أعلى، إضافة إلى ذلك، تم الانتهاء من تنفيذ نظام متكامل لإنتاج السماد العضوي «الكمبوست» من المخلفات الزراعية، ما أدى إلى تحسين خواص التربة وزيادة خصوبتها.
«بداية خير».. النساء في مواجهة تدهور الأراضي
أما في محافظة قنا، فقد استطاع مشروع «بداية خير» لمكافحة التلوث البيئي وتدهور الأراضي الزراعية، الذي تقوم بتنفيذه جمعية كرامة للتنمية الشاملة بالأشراف، الوصول إلى 550 سيدة من زوجات المزارعين في خمس قرى، عبر سلسلة ندوات توعوية، تضمنت شرح مخاطر حرق المخلفات الزراعية، والترويج لإنتاج واستخدام «الكمبوست» كبديل عن الأسمدة الكيميائية، وتشجيع زراعة النباتات العطرية و«الشمر»، وتعزيز القيمة المضافة لها عبر سلاسل القيمة، وتمثلت أبرز نتائج المشروع في تحويل مخلفات أشجار الموز إلى 150 طناً من «الكمبوست»، وقد حظي المشروع بإشادة من أحد الوفود اليابانية التي زارت المنطقة مؤخراً، إضافة إلى ممثلين عن مختلف الوزارات، مما يعكس جدارته كنموذج يمكن تعميمه.